Friday, April 20, 2007

خمّنـــــــــوا أنتم ماذا سوف يحدث؟

يعنى لو كان فيه نصيب ويحصل
أقصد .. يكمل اللى فعلا حصل
واللى حصل غريب شوية لكنه مش غؤيب كتير
اللى حصل
إنه.. الزعيم صحى فجأة من نومه القلقان .. مد يده نحو كوب الماء ليشرب وليس بالضرورة أن يكون قد رأى كابوس
وليس بالضرورة أن يكون الكوب فارغا ، ليندهش .. ويسأل نفسه "حيكون مين سرب الميه يعنى ؟!" ، ليندهش أكثر عندما يسمع من يجيبه
مش أنا والله
- -
المهم أنه صحى
ونادى على سيافه ليجلب الأمور وينصب القعدة للحضور
وتنصب القعدة النصابة
الشيشة ، والحشيش المغربى الأصيل لأصلى - هو فيه فرق بين الأصيل والأصلى؟- والتفاصيل التانية الى مش مهمة دلوقتى
مش مهمة لأن الزعيم قام ونط فجأة كانه إتلسع مش من الحجر أو من المبسم ، وبرضه ما يروحشى تفكيرك بعيد
لكنه قام وضرب طقة فى الهوا باصبعيه الوسطى والابهام
وفى قمة نشاطه "الطراوىّ" ، مش الطروادى
نطق قائلا
" أنا قررت أمنح الشعب يوما أجازة
الجميع التفت نحوه مستعبطين
وايه الجديد يعنى ، ما انت عندك شهر زى مايو ده كلاته اجازات وفسوحات وطراوات وسلامات وحاجات جميلات

Saturday, April 7, 2007

حقيقة الاتصال بينى وبين مبارك


هذه حقيقة الاتصال الذى جرى بينى وبين مبارك،عندما كان مريضا فى ألمانيا ، وتخيّلنا أنه سيستريح ويترك الحكم للأصحاء،خوفا على نفسه أولا ثم على نفسه ثانيا ثم على نقسه ثالثا ثم على نقسه بعد ذلك ! ..لقد أخفيته كثيرا خشية أن أصدم البعض أو أحبطهم لكننى أنشره الآن لأنه لن يكون مستغربا أو "ضلاليا" وسأكون خاليا من أى ذنب
وبرءت نفسى من كل تهمة .. وكل واحد عارف فين حبيبه؟؟ مضبوط؟!!؟

طرطشة حشاشين




"Hell is other people"!!
الآخرون هم الجحيم ... قالها سارتر ، ولا أعرف كيف كان وهو يقولها .. ربما متندرا ..مازحا مع جا جينيه على مقهى فى الشانزليزيه.. ربما قالها بنظرة سارحة بعيدة وهو عارى بجوار سيمون دى بوفوار .. ربما بنظرة مندهشة وهو يتأمل عينيه المندهشتين أصلا فى المرآة!.. أو ربما تخيّل أنه استقل تاكسى قى القاهرة ، وعندما وصل لمقصده وحانت لحظة الحساب .. قالها -فى سره طبعا- لأنه أيضا كان حتما سيتخيل أن الشعب المصرى ، وخصوصا المصريين وخصوصا سوّاقى التاكسى يفهموها وهىّ طايرة ، وهو ضعيف لا يتحمّل أى ضربة مطواة أو شرطة موس أو بوكس أو شلوط فى جسده الهلكان
قالها زى ما قالها بقى
المهم.. أعتقد أنها وصلتنا وعرفناها جيدا

- - -
طب .. إيه مناسبة الجملة دى دلوقتى؟
مناسبتها اننى حاولت أتغير .. حاولت أبعد عن الجحيم
حاولت أعمل زى واحد صاحبى
ومش متأكد هو بيعتبرنى صاحبه ولا لأ !.. هو غير متأكد
هو غير متأكد من أى شىء فى الوجود
لأنه ببساطة مريّح عقله .. ودخل الجنة غصبا عن اجميع ، لأنه مش غاوى جحيم
واسأله .. إزاى ، قوللى وحياتك؟
يروح منهنه وكاحح .. وتافف وهازز ورافع .. المبسم
وبيبص لواحد تانى مش موجود .. مع انه المفروض يبص ليا أنا؟
وبعدين .. بعد المؤثرات السينيمائية دى .. يقول
"خسارة"
؟؟؟؟!!!!!!؟؟؟؟
خسارة ايه؟
يبص ليا تانى باستنكار وقرف
ولسان حاله " خلاص حأوضحلك أكتر"
وبعدين يقول
"حراااااااام"
؟؟؟!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟
حرام ايه؟

و.................... يسرح
وأسيبه
ويرجع تانى
وينهنه و يكح و .. و
ويقول
الناس دول ما ينفعشى معاهم غير حاجة واحدة
انك تعاملهم من غير ما تعاملهم
إزاى يعنى؟
يعنى خسارة تفكر ازاى تعاملهم.. حرام تتعب عقلك
اناعمرى ما باطلع من البيت الا بعد ما اغيب عن العالم ده كله
اصحى من النوم
واضرب ليا حجرين فى الهوا وفى النافوخ بالتمام
لغاية لما أحس إنى عقلى استخبى منى وراح حتة بعيدة عنى
ساعنها أقدر أواجه البشر اللى بره ، وأطلع
وانا مش شايفهم اساسا
أفضل ماشى محتفظ بالغيبوبة ولما أفوق اكون ساعتها دخلت الجنة ووصلت البيت وابعدت عنهم

ستوب



ماشى تايه فى الشوارع
أبص فوق
ما اشوفشى حاجة
وابص تحت
ألاقى ضلى
ماشى كإنى أنا اللى ضلّه
بالراحة ، وبالبداهة ، ولوحدى أفهم
وأعرف مصيرى
مخلوق تعيس
بين العدم وضلّى
عايش لغيرى

صورة تشلّك


أعتقد ، الصورة لا تحتاج لتعليق أو كلام . الصورة ..أم فلسطينية ، تذكرنى بأمى وأمك وأم كل واحد فينا..لكنها وحدها ،ضعيفة ، مظلومة .. تمسك ، تتعلق بشجرة .. تلوذ بها من جرافّة اسرائيلية .. ربما تكون ماتت .. لكن المؤكد أنه الشىء الوحيد الذى آمنت به بقوة أن الشجرة هى "الكائن" الوحيد الذى لن يخذلها ..شجرةّ!! ليتها شجرة .. إنها مجرد جذع وفروع جافة..(حسبى ربى)! .. بجد ، ليس عندى كلام .. مش عارف أعبّر !..حاول انت؟

Friday, April 6, 2007

الأخوة الأعداء



أصاب من أسماها شبكة ..هى فعلا شبكة ، عندما تدخلها تتوه فى معالمها ويقضى عليك..وهدا ما حدث معى .دخلت على شبكة الانترنت ،لهدف معين لم أعد أتدكره حتى ، فالموقع حولنى لموقع ثانى ،والثانى ألقانى لثالث..حتى وجدت نفسى فى نهاية الأمر كمن سقط فى كمين !
لكننى عندما إستسلمت وتنفست الصعداء،وجدت أمامى موقعا عربيا للدردشة وعندما قرأت الكلام المكتوب بلهجات عربية مختلفة ، إمتزج الضحك داخلى بمرارة وألم..ما أضحكنى هو الطريقة التى يعبر بها العربى عن مشاعره لأخيه العربى ..طريقة تشبه كثيرا طفل ساذج يكره الآخرين لأسباب تافهة وغير معقولة أحيانا ، فالموقع يمتلىء بسباب وشتائم باللهجة المصرية والسعودية والكويتية والعراقية ، والجميع يسب بعضه ..بحثت عن اليهودى الذى إندس بين العرب محاولا زرع الفتنة بينهم ، لأجد لا شىء..
- - -
ندع "المدردشين " العرب فنتذكر الخلافات والضغائن الكثيرة بين الزعماء العرب ، فلا ندرى من يقلد من ، ومن يتبع من؟ .. نتذكر القمة العربية الطارئة التى عقدت قبل إحتلال العراق بقليل..القمة الهزيلة السخيفة ، كعادتها! عندما اختلف القذافى وممثل العراق مع ملك السعودية وكاد الامر يتطور من مجرد تلاسن بين رئيسين الى ماتش مصارعة حرة بين الجميع، غير عابئين من الاساس بالهدف الذى من اجله جهزت القاعات المكيفة الفخمة وارتدوا ملابسهم الرسمية ليبدوا بكامل أناقتهم "وتطلع الصورة حلوة" امام كاميرات الاعلام التى هرعت بطبيعتها المفرطة فى التلقائية او بجماهير الشعوب التى انكوت بنار انتظار موقف عربى..(من منا حاليا يتذكر ما حدث فى تلك القمة ،غير ضحكاتنا المريرة على القادة العرب ونحن نراهم عبر شاشات التليفزيون؟!..وربما كانت تلك هى المرة الاولى التى نراهم فيها على حقيقتهم ،ونرى حقيقة انهم مجرد صورة رسمية .. يبتسمون فيها "علشان الصورة تطلع حلوة" ، وكى يداروا حقيقة اخرى مجبرين على التواطؤ معا لمداراتها ، فلا يصح ولايجب ان تراهم الشعوب وهم يتخاصمون ويتشاكسون فيفقدون هيبتهم وجبروتهم و..."يسقط الشارب المخيف من وجه الرجل الكبير، فلا يعود يخشاه الطفل"!


وعندما ظهر القذافى بتلك الصورة ، فلانه اكثرهم صراحة وشفافية ..لقد رفض حضور القمة العربية الاخيرة لان الرجل ببساطة لا يطيق الجلوس مع الاخوة السعوديين وقبل ذلك اعلن مع "نزار قبانى" انالعرب قد ماتوا فاقدا الامل فى العرب جميعهم ، مفضلا عليهم الاتحاد الافريقى الحبيب... ونتذكر عندما اطل علينا من شاشة التليفزيون قبل انعقاد قمة اخرى من قممهم وهو يهز ورقة طويلة بيده ويقول "هذه الورقة بها قرارات القمة التى ستعقد بعد غد"!.. أى قمة تلك التى تتخذ قراراتها قبل انعقادها...."طب ، ولماذا يتعاقدون ويجتمعون اساسا ويوهموننا فى كل مرة انهم سينسلخون من عباءة ضعفهم القديمة ويولدون من جديد ،وان القمة - كل قمة! - ستكون مختلفة ، وان الصورة التذكارية - كل صورة !- لن تكون هذه المرة بإبتسامة ساذجة تفطس الاعداء من الضحك ويتندر بها الاجانب قبل العرب انفسهم.. بل سيكشرون عن انيابهم ويظهر ندمهم على ما كان ونلمح قيها تصميما على إعادة الروح فى جسد الرجل العربى الهامد الذليل(قالوا ان القمة الاخيرة ولدت ليثا سموه "المبادرة العربية" ستضع حدا للصراع الدائرفى فلسطين نفاجأ بالليث مجرد فأر عجوز وان المبادرة ماهى الا فكرة قديمة شغلوا الشعوب العربية زمنا كافيا بها من قبل)...


طبعا ،لم ولن يحدث ذلك .. لن يحدث ذلك ابدا ، لانه - ببساطة - العرب يكرهون انفسهم ..يكرهون بعضهم، ويترصدون ببعض وان الشهامة التى ميّزت اجدادهم ،قلبوها هم شماتة ... العرب لا يتفقون ولايتوافقون
والفيلم العربى لم يكن مبالغا فى فنتازيته عندما صوّر وزراء الخارجية العرب مبتسمين بحماقة امام كاميرات الصحفيين لكن بمجرد خروجهم بالكاميرات ، يبدأ الوزراءفى الصياح والزعيق وتتضح مبالغتهم فى التعبيرعن عواطفهم ومشاعرهم العربية النبيلة سواء بدوسيه ورق يلقيه وزير فى وجه جاره او اخر يقذف بكاس الماء فى راس اخر ...
- - -
ثمّ؟!؟
ثم ماذا؟
كل ذلك يشير الى أن ثمة خطأ ما .. فعندما ننظر لأحوال العرب أنفسهم وكيف يعاملون بعضهم
ونقارنهم بآخرين .. أخرين مثل الدول الأوروبية التى لا ينكر أحد نجاح الوحدة القائمة بينهم رغم الاختلافات والفوارق الكثيرة بينهم .. فى اللغة والثقافة والجغرافيا والتاريخ !! والتى تتلاشى تماما عند العرب أو المساعى الدؤوبة والمبشرة ل"تشافيز" لانشاء تكتلات لاتينية فى القارة الجنوبية بعد أن أدرك أن الوحدة والتكتلات هى الحل ...
ثمة شىء خطأ إذن .. المؤكد أن الجامعة العربية فى حاجة ضرورية لإعادة النظر فى سياساتها وأوراقها .. وقبل ذلك إعادة النظر فى قلوب العرب ، والبحث عن كيوبيد ( ملاك الحب) ، ليرمى سهامه الذهبية فى قلوب العرب ، لتتآلف قلوبهم ويلقوا بكل الغضاضات والخلافات الساذجة خلف خطوط الأعداء.. وليس بالضرورة أن تكون الصورة وقتها حلوة بابتسامة "من غير معنى " ، أو حزينة "بمعلنى كثيرة" .. الأهم أن تكون الصورة صريحة وواضحة ولا تحتمل المزيد

ياريس.... يـــــــــا وحش

Wednesday, April 4, 2007

فى مصر فقط ... يتسوّل المثقفين



أجلس على مقهى يسمونه "شعبى" ، وأراه مقهى "توم وجيرى" ، فالقطط حولى كأنها زبائن أخرى جاءت تبحث عن رزقها تنتظر أو تستريح أو .. ربما ، جاءت تشد بعض أنفاس الشيشة!
أجلس وتتداعى ال؟كريات المريرة ..أتذكر شاعر حلمنتيشى كان يجلس مثلى على مقهى شبيه ب؟لك وهو يعبر بطريقته عن همومه
" أبويا ياما قاللى بطّل قراية فى الكتب
ياما قاللى بطل تعب
وفوق
وإصحى يا بنى ، وارضى بحال البلد"
وأتذكر الماغوط ، السورى الذى أدمن العروبة ، ولم تعتقه ، وهو يخاطب "السياب" بعد موته :
تشبث بموتك أيها المغفل
دافع عنه بالحجارة والاسنان والمخالب
فما الذى تريد أن تراه؟!؟
كتبك تباع على الأرصفة
وعكازك أصبح بيد الوطن "
وأفيق من ذكرياتى المريرة لتطالعنى أحداثا أمر وأشد إيلاما وأت؟كر مانشيتات الجرائد .. " أنق؟وا خليل كلفت .. خليل كلفت فى حاجة لزراعة كبد ولا يجد مصاريف العملية"
، و " بعد طول إهمال من جانب حكومة الوطن ، الحكومة الايطالية تتكفل بمصاريف عملية كلفت "... و " بعد وفاة زوجته وإصابة إبنه بثلاث جلطات: السيد حافظ يعتزل الكتابة ويعرض كتبه للبيع"..؟!


يالله!.. أى بلد تلك التى تفعل فى مفكريها ومبدعيها ما لم يجرؤ "هتلر" نفسه على فعله؟!
- - -
بلد تهدر سنويا الملايين على "مشاريع اليوم الواحد" "(يوم زيارة الرئيس أو السيد المسئول ) ، بعدها يتركون المشروع أطلالا كأن جان سليمان هى التى ستكمله
بلد تبيع حقوق شعب بأكمله وتذروه هباءا تحت إسم الخصخصة / كما حدث فى شركة عمر أفندى ، وصفقتها المشبوهة!!
وملايين أخرى تنفقها الدولة لأجل توسعة السجون القديمة وبناء معتقلات جديدة بعدد كل المثقفين الشرفاء
ملايين وملايين وتستكثر القليل لعلاج مثقفين كل ما جنيهما أنهما عبرا عن أرائهما ..لإنقاذ كاتبين كل ما اقترفاه من إثم أنهما أحبا مصر وعشقاها.. فهل حب البلد أصبح إثم؟.. أم من يعاقب محبيها ويمنع عنهم أبسط حقوق لهما فى العلاج على نفقة الدولة هو الآثم الأعظم؟!؟
وليست حالة كلفت أو حافظ هى الاولى ولعل آخر تلك المآسى المريرة وفاة الشاعر الشاب " فتحى عامر" بعد تقاعس الدولة عن القيام بواجبها إزاءه والذى كان فى حاجة لعملية مماثلة لعملية " كلفت" ،الأمر الذى يعكس إهمالا يتكرر باستمرار من جانب النظام والحكومة المصرية التى لا تقدر الكلمة أو الفكرة ، لكن كل ما يعنيهاهو أن يكون المثقف إما معها ، يسير ضمن القطيع و يلهج لسانه بالحمد والمديح لكل ما يفعله النظام وإلا سيكون مصيرا آخر مثل ما حدث مع السيد حافظ وما حدث مع كلفت
- - - -
لم أتعرف على خليل كلفت بصورة شخصية ، لكننى وهذا الأهم تعرفت على عقله وفكره من خلال إبداعاته الأدبية او من خلال كتبه المترجمة من الفرنسية والانجليزية والتى أثرى المكتبة العربية بها ، فكتبه المترجمة كانت شديدة الأهمية والأثر
أما السيد حافظ فقد عرفته عن كثب ووجدته يحمل فى قلبه عشقا بحجم الوطن ..لم تفقده همومه الخاصة وهمومنا العامة حسه الساخر بل يظل محبا للحياة والناس .. جلشته الاثيرة فى المقهى الشعبة بين الناس البسطاء ، وأتذكر مرة كنت فى زيارته ،عندما استوقف أحد باعة العرقسوس ليشترى منه شرابه المفضل رغم أنه كان بإمكانه أن يستبدل العرقسوس بالمشروبات المستوردة لكنه رفض أن يخون الناس ويخون الوطن
وربما لا يكون معروفا للكثيرين رغم عطائه وريادته فى المسرح التجريبى على مستوى الوطن العربى كله ..فى كتابها التى ألفته عنه ، كتبت الباحثة الجزائرية "ليلى بنت عائشة" ... " السيد حافظ كاتب ذو عطاء كبير لكنه مغمور الى حد ما..أسقط اسمه إما سهوا أو عمدا لأسباب منها تحدثه عن القضايا المصيرية والتى لا تحبذ أى سلطة مجرد الاشارة اليها.." لكن ذلك لا يشفع للسيد حافظ ولا يكفى ليحظى برضا النظام ..
ولنتماسك ونحاول أن نبحث عن الجانى الحقيقى عما يحدث ونحن نقرأ رسالة السيد حافظ التىكتبها لصديقه المسرحى/قاسم مطرود

"
أنا الكاتب المسرحي السيد حافظ صاحب اكبر مشروع مسرحى في تاريخ الأمة العربية والإسلامية (66 مسرحية مكتوبة ومطبوعة) وصاحب اكبر رصيد من الدراسات الدكتوراة والماجستير والدبلومات والأبحاث فى تاريخ المسرح العربي وبما يفوق أستاذنا توفيق الحكيم. قررت اعتزال المسرح كتابة وحضورا وفنا واسف على اربعين عاما قضيتها فى هذا الفن
- - - - - -
قاسم يا صديقي لقد قررت اعتزال المسرح كتابة وحضورا وفنا واسف على اربعين عاما قضيتها فى هذا الفن القاتل الذى قتلنى اعتزلت نهائيا واعتذرالان فى كل يوم عن حضور ندوة او لقاء تلفزيونى او مشاهدة مسرحية بعد ان اكتشفت ان لاقيمة للمسرح الذى افلسنى وجوعنى وضيعنى بعد ان عجزت ان اعالج ابنى محمد حتى الان من جلطتين فى قدميه وهو شاب فى العشرين من العمر نتيجة اشعة ملونة خاطئة على قدمية وقامت الدولة مشكورة بعد جهود دكتور اشرف زكى رئيس البيت الفنى للمسرح بصرف 1300 جنيها لعلاج ابنى الذى تجاوز علاجة 15 الف جنيها ولم يتحرك فنانا ولااديبا للوقوف معى الا محفوظ عبد الرحمن صديق العمر الذى ارسل مبلغا من المال سلفة وانا مازلت ابحث عن دولة عربية تعالج ابنى او جهة تشترى كتبى كى اصرف على على علاج ابنى ..اى مسرح اى مسرح ياقاسم انا قررت ان افتح دكانا ابيع الكتب القديمة خلف اكاديمية الفنون بالهرم بشارع شبين الكوم فى حارة يجاورنى عم امين الحداد وعم على بائع السمك ابيع كتب قديمة مثلما فعل ابو حيان التوحيدى عندما عمل وراقا ومثلما فعل الشيخ تقى الدين المقريزى فى عهد السلطان برقوق ومثلما فعل عباس الابيض فى اليوم الاسود فى مسلسله انا اسف اننى ابيع كتبى لعلاج ابنى ولااطلب من احد معونة مالية اطلب ان ابيع الكتب التى الفتها 66 كتابا وكتب اخرين قديمة ماتو اواحياء اننى اعتذر لعشرين طالبا جامعيا يدرسون رسائل دكتوراة وماجستير فى مصر وتونس والجزائر والمغرب والكويت عن اعمالى اقول لهم اسف انا اعتزلت هذه امة تعيسة وانا اتعس شخص بها لقد اعتزلت ياقاسم وانا ابيع الكتب فى محل متواضع فى حارة شبين الكوم متفرع من شارع الزقازيق خلف اكاديمية الفنون فى الهرم تعال لتزورنى وتشترى كتابااترك الساحة وانا لست اسفا بل نادما على عمرى الذى ضاع هباءا
السيد حافظ
- - - -


ترى ماذا يمكن أن نضيف بعد ذلك سوى علامتى تعجب وإستفهام كبيرتين .. يبقى التعجب من حقنا وتتوه الإجابة على تساؤلنا فى فوضى وزحام الوطن..؟!

رحيل الرجل العجوز

فقد العالم علما من أعلام الفكر والثقافة ، وكاتبا مبدعا ...) ، كلمات تقليدية إكليشيهية ، تنم عن سذاجة وجهل بمعنى الفن والإبداع .. تذكرنى بما قاله شيخ خفر بلد "البحاطّة" الذى لم يكن يعرف القراءة- عن توفيق الحكيم
-----
الأول كان بالطبع يعرف القراءة ، فهو رئيس دولة مصر المنحوسة .. لكنه أبدا لم
يخبرنا أنه غاوى قراءة .. بل صرّح مرة بأنه لا يقرأ الجرائد .. فهل سيقرأ كتب إذن؟..أعتقد أنه يفضل قراءة الكف على ذلك
وكل حديثه عن الفن أو الثقافة تجعلنا نتوارى خجلا من أن رجلا كهذا يحكمنا
-----
عندما توفىالروائى الفرنسى " كلود سيمون"-حائز نوبل أيضا-، أطل علينا رئيس الوزراء الفرنسى " دومينيك دوفيلبان بوجه حزين.. كان قد قطع إجتماعه وخرج ينعى الكاتب الذى وصفه كأنه كان قارئا شخصيا ومتابعا لأعماله.. دوفيلبان نفسه أديب ويكتب الشعر .. ورئيسه "شيراك" ، كثيرا ما شاهدناه فى التليفزيون أمام مكتبة عامرة بالكتب فى مكتبه
-----
إلاّ العجوز الراقد على أكبر بيضة فى مصر.. دائما أمام خريطة كبيرة لمصر وكأنه يتفاخر ويتباهى بعصاميته ، ويقول " كل تلك البلد من عرقى وكفاحى أنا يا لصوص ، يا حوش " ..ألذلك يريد أن يورّث تلك العزبة لولى عهده؟
-----
بلا ثقافة ولا فن ولا وجع دماغ .. أنا لم أقصد أن أتحدث عنه ، فكلنا نعرفه وفقسنا
بيضته من زمن .. إنما هكذا العواجيز بتجيب بعضيها ...!!؟
دعونا فى العجوز الذى غادر .. ولندع العجوز الغادر لله ، وحكمه
-----------

إثنان وتسعين عام !.. تسعة عقود وأربعة أجيال.. خطوة عمر واسعة جدا ، اجتازت عتبة قرنين .. وحادث عرضى بسيط ، مجرد سقوط من على درجات السلم .. كانت كافية لشطب الإسم من سجل الحياة و.. أنا مالى طبعا ، الأعمار بيد الله... لكن أنا أتحدّث عمّا يعنينى .. أتحدث عن رجل فرض علينا فرضا كسوبرمان .. أتحدث ولا أستغل فرصة موته لأنحت فى حياته.. بل أستغل مناسبة موته لأذكر ..وأتعجب وأتساءل وأندهش لأننى واثق أن لا إجابة اساسا..
------
فى مصر ثلاثيات عجيبة .. أولها طبعا الأهرامات الثلاثة ، الى تم تشييدها لتقاوم فكرة الموت والنسيان .. وثلاثية الرؤساء الذين تتابعوا فى حكم مصر .. وثلاثية العجوز الراحل التى وضعت مصر فى مصاف دول الوسط الراقص .. وهونفسه يدخل فى أحدث ثلاثية ، وأعجبها .. دائما هى مصر ، ذات العجائب والعجب.. وأسمع عمى صلاح جاهين يشدو .. وعجبى ..أقصد ثلاثية العواجيز
فى مصر ثلاثة عواجيز .. مشهورين جدا
أحدهم سيكون من المفيد لو بقى حيا ليفيد
وثانيهم ، سيكون من غير المهم بقاءه أو رحيله
وثالثهم ، سيكون من الأفضل والأحسن والأحلى لو رحل بكل ملحقاته وتوابعه
.. الأول .. هو هيكل ، الذى لم يقدم ولم يؤخر .. لكن يظل رمزا ربما علر زمن ، وشاهد على تاريخ
الثانى ، مات أصلا ,,
الثالث .. ينظر للمسألة مسألة عناد وتحدى
وينسى أن كل البشر ميتون


------
الحكاية سمعتها صغيرا.. كان جحا يسير فى الشارع متضايق ومهموم لأن الأطفال خلفه يزفونه ويسبونه .. وفكر كيف يتخلّص منهم؟ .. ووجد الحل؟ إختلق لهم قصة عن دكان يوزع حلوى على الأطفال بالمجان .. الأطفال سمعوا القصة وهرولوا للدكان الذى أشار عليه جحا.. بعد قليل .. تعجب جحا ، ومضر يهرول هو الآخر فقد اعتقد أن ما اختلقه حقيقى
------
أتحدث عن صناعة الوهم .. وتربية الرأى العام ، وهم فى هذه الحالة مجموعة بشر سذج طيبون ، يصدّقون كل ما يقال لهم وكل ما يسمعوه .. على كل ، فوسائل الاعلام حتى فى الدول المنعوتة بالمتحضرة ، تأثيره قوى وفعال ومهيمن جدا .. أى أن الوضع واحد